〈تعريف المأساة وعناصرها〉 وأما التشبيه والمحاكاة الكائنة بالأوزان السداسية، فنحن قائلون 〈فيها〉 بالأخرة، وكذلك فى صناعة الهجاء بعقب لذلك 〈ولنتكلم عن المأساة مبتدئين〉 مما قيل الحد الدال على الجهة. فصناعة المديح هى تشبيه ومحاكاة للعمل الإرادى الحريص والكامل التى لها عظم ومدار فى القول النافع ما خلا كل واحد واحد من الأنواع التى هى فاعلة فى الأجزاء لا بالمواعيد. وتعد ل الانفعالات والتأثيرات بالرحمة والخوف؛ وتنقى وتنظف الذين ينفعلون. ويعمل: أما لهذا فقول النافع له لحن وايقاع وصوت ونغمة، وأما لهذا فنجعله أن تستتم الأجزاء من غير الأنواع التى يسبب الأوزان. وأيضاً عندما يعدون أجزاء التى تكون بالصوت والنغمة يأتون بتشبيه ومحاكاة الأمور. فليكن أولا من الاضطرار جزء ما من صناعة المديح فى صفة جمال وحسن الوجه. وأيضاً ففى هذه عمل الصوت والنغمة والمقولة؛ وبهذين يفعلون التشبيه والمحاكاة. وأعنى بالمقولة تركيب الأوزان نفسه. وأما عمل الصوت والنغمة للقوة الظاهرة التى هى معنية بجميعه من قبل أنه تشبيه ومحاكاة للعمل ونقيضها من قوم يقتضون التى تدعو الضرورة إليها، مثل أى أناس يكونوا فى غاياتهم واعتقاداتهم (وذلك أن بهذه نقول إن الأحاديث تكون، وكم هى، وكيف حالها). وعلل الأحاديث والقصص اثنتان: هما العادات والآراء، وأن بحسب توجد الأحاديث والقصص من حيث تستقيم كلها بهذين وتزل بهما. وخرافة الحديث والقصص هى تشبيه ومحاكاة، وأعنى بالخرافة وحكاية الحديث تركيب الأمور. وأما العادات فبحسب ما عليه ويقال المحدثين والقصاص الذين يرون كيف هم، أو كيف هى فى آرائهم، ويرون كيف هم فى أدائهم. وقد يجب ضرورةً أن تكون جميع أجزاء صناعة المديح ستة أجزاء بحسب أى شىء كانت هذه الصناعة؛ وهذه الأجزاء هى: الخرافات، والعادات والمقولة، والاعتقاد، والنظر، والنغمة الصوت. والأجزاء هى الذين يشبهون أيضاً ويحاكون اثنان فيما يشبهون به ويحاكونه، وفى آخر ما يشبهون به ثلاثة، ومن هذا 〈وهذه〉 التى يستعملها فانه يستعمل أنواع هذه كيف جرت الأحوال، وذلك 〈أنك حكيت〉 كل عادة وخرافة ومقولة وقنية والرأى هذه حالها. وأعظم من قوام الأمور من قبل أن صناعة المديح هى تشبيه وحكاية لا للناس، لكن بأعمال، والحياة 〈والسعادة〉 هى فى العمل، وهى أمر هو كمال ما وعمل ما. وهم إما بحسب العادات فيشبهون كيف كانوا، واما بحسب الأعمال فالفائزين، أو بالعكس. وإنما يقصون ويتحدثون لكيما يشبهون بعاداتهم ويحاكونها؛ غير أن العادات يقتصونها بسبب أعمالهم حتى تكون الأمور و[الأمور] والخرافات آخر صناعة المديح؛ والكمال نفسه هو أعظمها جميعاً. وأيضاً من غير العمل لا تكون صناعة المديح؛ وأما بلا عادة فقد تكون، من قبل أن مديحات الصبيان أكثرها بلا عادة، وبالحملة الشعراء الأخر هم بهذه الحال، كالحال فيما كان عن زوكسيدس المكتب عندما دونه إلى فولجنوطس من قبل أن ذاك رجل قد كان يثبت عادات جياداً خيرة؛ وأما ما دونه زوكسيدس فليس فيه عادة ما. وأيضاً إن وضع إنسان كلاماً ما فى الاعتقاد والمقولة والذهن ومما تركيبه تركيباً حسناً، فانه ليس يلحق ألبتة أن يفعل ما كان. فما تقدم فعلى صناعة المديح لكى يكون التركيب الذى يؤتى فى هذا الوقت أقل من التركيب الذى كان يكون إذ داك بكثير. فهكذا كان استعمال صناعة المديح، أعنى أنه قد كان لها الخرافة وقوام الأمر. وقد كان مع هذين لما كان منها عظيم الشأن. تعزية ما وتقوية للنفس، غير أن أجزاء الخرافة: الدوران، والاستدلال. وأيضاً الدليل على أن الذين يبتدئون بالعمل هم أولاً يقتدرون على الاستقصاء فى العمل أكثر من تقويم الأمور. كما أن الشعراء المتقدمين مثلا المبدأ والدليل لهم على ما فى النفس هما الخرافة التى فى صناعة المديح، والثانية العادات. وذلك أن بالقرب هكذا هى التى فى الرسوم والصورة، وذلك أنه 〈مثل〉 دهن إنسان الأصباغ الحياد التى تعد للتصوير يدهن مكلف فانه 〈لا يسر بها كما〉 يسر ببهاء الأصنام والصور التى نعملها. كما تنفع وتلذ حكاية عمل الذى تشبيه يرون الذين يحدثون ويقصون جميع الأخبار والأمور. والثالثة الاعتقاد. وهذا هو القدرة على الأخبار أيما هى الموجودة والموافقة كما هو فعل السياسة والخطابة؛ 〈فان الشعراء〉 الأوائل كانوا يعملون غير ما يقولون على مجرى السياسة، 〈أما〉 الذين فى هذا الوقت فعلى مجرى الخطابة. والعادة التى هذه هى حالها هى التى تدل على الإرادة مثل أى شىء هى، ولذلك أنه ليس من عادتهم ذلك فى الكلام الذى يخبر به الانسان شىء ما، ويختار أيضاً أو يهرب الذى يتكلم الاعتقاد والتى بها يرون 〈ما〉 يكون كما هو موجوداً وكما ليس هو موجوداً، وكما يرون 〈الأمورالكلية〉. والرابعة هى أن الكلام هو المقول، وأعنى بذلك ما قيل أولاً والمقولة التى بالتسمية هى تفسير للكلام الموزون وغير الموزون الذى قوته قوة واحدة. وأما الذى لهذه الباقية فصنعة الصوت هى أعظم من جميع المنافع. وأما المنظر فهو مغر للنفس، غير أنه بلا صناعة، وليس ألبتة مناسباً لصناعة الشعراء، من قبل أنه قوة صناعة المديح وبغير الجهاد وهى من المنافقين. وأيضاً بما فى عمل صناعة الأوثان هى أولى بالتحقيق عند البصر من صناعة الشعراء. 〈مدى الفعل〉 فاذ قد 〈حددت〉 هذه الأشياء، فلنتكلم بعدها مثل أى شىء هو قوام الأمور، من قبل أن هذا مقدم وهو أعظم من صناعة المديح. وقد وصفنا صناعة المديح أنها استتمام وغاية جميع العمل والتشبيه والمحاكاة، وأن لها عظماً ما وهى كلها وأن ليس لها شىء من العظم. والكل هو [إ] ما له ابتداء ووسط وآخر؛ والمبدأ هو ما كان إما هو فليس من الضرورة مع الآخر. وأما مع الآخر فمن شأنه أن يكون ليكون مع هذا. وأما الآخر فبالعكس، أعنى أما هو فمن شأنه أن يكون مع آخر من الاضطرار أو على أكثر الأمر؛ وأما بعده فليس شىء آخر. وأما الوسط فهو مع آخر، ويتبعها آخر أيضاً. ومن الآن الذين هم يقومون هم إيجاد من حيث يبتدئ به توجد، ولا أين يجعل آخر الأمر يجد، بل إنهم يستعملون الصور والخلق التى قيلت. وأيضاً على الحيوان الخير وكل أمر لا يتركب شىء. وليس إنما ينبغى أن تكون هذه فقط منتظمة مرتبة، لكن قد ينبغى أن يكون العظم لا أى عظم اتفق، من قبل أن معنى لا وجود إنما يكون بالعظم والترتيب. ولذلك ليس حيوان ما صغير هو جيد (وذلك أن النظر هو مركب لقرب الزمان الغير محسوس) من حيث يكون ليس فى الكل عظيم (وذلك أن النظر ليس يكون معاً، لكن حالها حال تجعل الناظرين واحداً وكلا؛ وذلك من النظر مثلا، مثل أن يكون الحيوان على بعد عشرة آلاف ميدان) حتى يكون كما يجب على الأجسام وعلى الحيوان أن يكون عظم ما. وهذا نفسه يكون سهل البيان. وبهذا نفسه يكون فى الخرافة أيضاً طول ويكون محفوظاً فى الذكر. وأما الطول نفسه فحده نحو الجهاد والاحساس الذى للصناعة، وذلك أنه إن كان كل واحد من الناس قد كان يجب أن يعمل بالمديح الجهاد نحو ثلاث ساعات الماء، لقد كان يستعمل الجهاد قلا فسودرا كما من عادتنا أن نقول فى زمان ما ومتى. ولما كان لطبيعة الأمور قد يظن أنه يوجد إلى أن يظهر، كان هذا من الأفضل فى العظم. وكما حدوا على الاطلاق وقالوا فى كم من العظم على الحقيقة أو تلك تدعو الضرورة عندما تكون فى هذه التى تكون على الاضطرار واحداً فى إثر الآخر تنوب عند النجاح الكائن بعد رداءة البخت أو تغير رداءة البخت إلى الصلاح يكون للعظم حد كاف. 〈وحدة الفعل؛ مثل هوميروس〉 والخرافة وحكاية الحديث فليست كما ظن قوم أنها إن كانت إلى الواحد 〈فهى واحدة〉 وذلك أن أشياء كثيرة بلا نهاية تعرض لواحد، وهذه للبعض والأفراد، وليس شىء واحد، و〈كذلك قد〉 تكون أعمال كثيرة هى لواحد، وهذه لا يكون ولا واحد منها عمل واحد. ولذلك قد يشبه أن يكون أن جميع الشعراء 〈الذين ألفوا قصائد مثل〉 الايرقليدا والمعروفين بـ〈ـانشاء أمثال قصائد〉 ثيسيدا والذين عملوا مثل هذه الأشعار، وذلك أنهم يظنون أنه كان ايرقليس قد كان واحداً، أو تكون الخرافة 〈و〉حكاية الحديث قد كانت واحدة. وأما أوميروس فانه كما أنه بينه وبينهم فرق فى أشياء أخر، وهذا يشبه أن يكون فى نظره نظراً جيداً إما بسبب الصناعة، وإما من أجل الطبيعة. وذلك أنه لما دون أمر «أودوسيا» لم يثبت كل ما عرض لأودوسوس بمنزلة الضربة وهذه [و]الشرور والغير التى كانت فى فارناوسوس، والسخط الذى سخطوا عليه فى الحرب الذى كان عند أغارومس، ولا أيضاً كل واحد واحد من الأشياء عرضت مما كانت الضرورة تدعو إلى أن يثبت فى المثال؛ لكن ما دونه بأن قصد به نحو عمل واحد، وهو المسمى «أودسيا» المنسوب إلى أودوسوس، وكذلك فعل فيما دونه من أمر «ايليادا». فقد يجب إذاً أن التشبيهات والمحاكيات الأخر أن يكون التشبيه والمحاكاة الواحدة لواحد، وكذلك الخرافة فى العمل هى تشبيه ومحاكاة واحدة لواحد، وهذا كله الأجزاء أيضاً تقوم الأمور هكذا، حتى إذا نقل الانسان جزءاً ما أو رفع، يفسد ويتشوش ويضطرب كله بأسره؛ وذلك أن ما هو قريب إن لم يقرب لم يفعل شيئاً ويبلغ أن يكون كله كولا شىء هو جزء للكل نفسه. 〈الشعر أكبر فلسفة من التاريخ وتطبيق ذلك على الملهاة والمأساة〉 وظاهر مما قيل أن التى كانت مثلاً ليست من فعل الشاعر، لكن ذلك إنما فى مثل أى شىء يكون إما ما هو الممكن من ذلك على الحقيقة، وإما التى تدعو الضرورة إليه: وذلك أن الذى يثبت الأحاديث والقصص والشاعر أيضاً، وإن كانا يتكلمان هكذا — بالوزن وبغير وزن هما مختلفان (وذلك أن لايرودوطس أن يكون بالوزن، وليس لما يدون ويكتب أن يكون مع الوزن أو بغير وزن بأقل) لكن هذا يخالف بأن ذاك لقول التى تقال، وأما هذا فأى الأشياء كانت. ولذلك صارت صناعة الشعر هى أكثر فلسفية وأكثر فى باب ما هى حريصة من إيسطوريا الأمور من قبل أن صناعة الشعر هى كلية أكثر، وأما إيسطوريا فانما تقول وتخبر بالجزئيات، وهى بالكلية التى فى الكيفية. والكيفيات كل التى كأنها يعرض أن تقال أو تعمل: إما التى بالحقيقة، وإما تلك التى هى ضرورية، كالتوهم الذى يكون فى صناعة الشعر عندما تكون صناعة الشعر نفسها تضع الأسماء [فى]؛ فالوحيدات والجزئيات مثلا هى أن يقال ماذا فعل ألقيبيادس. أما الذى انفعل ففى التى تقال بصناعة الهجاء، فهذا قد ظهر هذا؛ وذلك أنه عندما ركبوا الخرافة بالتى كانت تجب ليس أى الأسماء التى كانوا وضعوا، ولا كما يعملون عند الوحيدات والجزئيات الذى فى إيامبو... من قبل أن فى صناعة المديح كانوا يتمسكون بالأسماء التى كانت؛ والسبب فى هذا هو أن الحال الممكنة هى مقنعة والتى لم تكن بعد فلسنا نصدق أنها يمكن أن تكون؛ وأما التى قد كانت توجد إن كان قد كانت موجودة، فلا يمكن ألا تكون. وليس ذلك إلا فى المدائح الأفراد والبعض، وهى التى منها فى الواحدة اثنتين من التى هى من الذين هم معروفون هو لهذه التى فعل لأشياء أخر اسم واحد، وأما فى الأفراد والبعض فولا شىء بمنزلة من يضع أن الخير هو واحد، وأن فى ذلك الأمر والاسم انفعالاً أو فعلا على مثال و[أحد، فليس] الانتفاع بهما بالأقل... حتى لا ينبغى أن يطلب لا محالة المفيد للخرافات التى يكون نحوها المدائح أن يوجد بها؛ وذلك أن الطلب لهذا هو مما يضحك منه، من قبل أن الدلائل موجودة غير أن يسر الكل. فظاهر من هذه أن الشاعر خاصةً يكون شاعر الخرافات والأوزان بمبلغ ما يكون شاعراً بالتشبيه والمحاكاة؛ وهو يشبه ويحاكى الأعمال والأفعال الإرادية وإن عرض أن يعمل شىء فى التى قد كانت، فليس هو فى ذلك شاعراً بالدون، من قبل أن التى كانت: منها مالا مانع يمنع يكون حالها فى ذلك مثلا كالتى هى موضوعة بأن توجد، كحال ذلك الذى هو شاعرها. وأما للخرافات المعلولة فالأفعال الإرادية أيضاً معلولة. وأعنى بالخرافة المدخولة المعلولة تلك التى المعلولين على الاضطرار واحد بعد آخر ليس يكون من الضرورة ولا على طريق الحق. ومثل 〈هذه〉 يعمل أما من الشعر فمن المزورين المزيفين منهم بسببها، وأما الشعراء الأخيار فيسبب المنافقين والمرائين؛ وأما 〈وعند ما يعمـ〉ـلون الجهادات فليس يمتدون بالخرافة فوق الطاقة، وأحياناً وكثيراً ما قد يضطرون إلى أن يردوا ويعدوا الخرافة التى تبقى. من قبل أن التشبيه والمحاكاة إنما هى لعمل مستكمل فقط، لكنها للأشياء المخوفة المهولة وللأشياء الحزينة التوجيد، وهذه تكون خاصية أكثر مما تكون من الثناء وبعض بالبعض؛ وذلك أن التى هى عجيبة فهكذا فليكن حالها خاصة أكثر من تلك التى هى من تلقاء نفسها ومما يتفق، من قبل أن التى هى من الاتفاق قد يظن بها هى أيضاً أنها عجيبة أكثر بمبلغ ما نرى أنها تكون دفعة بمنزلة حال التى لاندراس بن ميطاوس، وهى أنه كان قتل فى أرغوس؛ لذلك الذى كان سبب [مو]ميتة مياطياس عندما رآه وقد سقط، وذلك أنه يشتبه فى هذه الأشياء التى تجرى هذا المجرى أنها ليس تكون باطلا ولا جزافاً حتى يلزم ضرورةً أن تكون هذه التى هى على هذا النحو خرافات جيدة. 〈الفعل البسيط والفعل المركب〉 وقد توجد مركبة. وذلك أن الأعمال هى تشبيه ومحاكاة للأعمال بتوسط الخرافات؛ وأعنى بالعمل البسيط لذاك الذى عندما تكون هى كما حدث هى واحدة متصلة يكون الا〈نتقال〉 بلا التزوير أو الاستدلال؛ والمركبات تعد تلك التى يكون الانتقال فيها مع الاستدلال أو الإدارة أو مع كليهما. ونقول إن هذه تكون من قوام الخرافة نفسها، حتى إنها من الأشياء التى تقدم كونها: وذلك إما من الضرورة، وإما على طريق الحقيقة؛ وبين أن تكون هذه من أجل هذه، وبين أن تكون بعد هذه — فرق كبير.